الشيخ حماد ابو دعابس يقدم موعظة عن التكافل

الشيخ حماد ابو دعابس، هو رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، ( الجناح الجنوبي)، منذ توليه قيادة الحركة الجنوبية، وهو ينادي توحيد الجهود، والوحدة بين شقي الحركة الإسلامية، وفي موعظة اليوم، تطرق الى التكافل الاجتماعي، من خلال فريضة الصيام، وأهمية العمل الموحد في جميع الميادين، وتطرق الى عبادة الصيام، والحث على طاعة الله تعالى.
وهنا نورد نص الموعظة كاملة:" بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام وعلى سيد الخلق وإمام المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وأصحابه أجمعين أيها السادة والسيدات الأخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. شهر رمضان المبارك الذي نبارك للمسلمين جميعا حلوله هو شهر تسابق في الخيرات شهر يفتح الله تعالى فيه أبواب الرحمات وشهر يفتح الله فيه على المسلمين أبواب الخير والطاعات لكي يغتنموا من الأجور ويغترفوا من الحسنات ولكي تضاعف لهم الأجور وترتفع بهم الدرجات في الجنات بإذن الله تعالى فلقد فرض الله صيام هذا الشهر وسن لنا النبي صلى الله عليه وسلم قيامه وجعل البني صلى الله عليه وسلم قراءة القرآن من أعظم القربات إلى الله تعالى في هذا الشهر الذي ينبغي ان نغتنمه كله كل لحظة وكل دقيقة وكل ساعة فيما يقربنا من الله عز وجل ويرفع درجاتنا عنده.
ومن خير الأعمال في هذا الشهر المبارك سنة التراويح وقيام الليل ينبغي للمسلم أن يغتنمها لأننا في هذا الشهر المبارك أمام موسم خاص ومحدد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل طوال السنة ويقوم بإحدى عشرة ركعة ثمانية ركعات قيام وثلاث ركعات من الوتر ونحن هذا الحد الأدنى لنا في رمضان وينبغي أن نضيف على ذلك سنة سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه الذي أتمها إلى العشرين ركعة وقد اخذ بعض العلماء إلى أكثر من ذلك تبلغ إلى ستة وثلاثين ركعة ولكن على الأقل هذه العشرين هي معدل معقول ويضاف إلى ذلك محاولة والسعي إلى ختم المصحف في هذا الشهر الفضيل وإذا تذكرنا بان كل حرف من حروف القرآن لنا به حسنة والحسنة بعشرة أمثالها وفي رمضان تضاعف الأعمال بسبعين ضعف فلكم أن تتصور خمسة وثلاثين ألف حرف تقريبا هي حروف القران الكريم كيف إذا ضعفت إلى سبعين ضعف فهذا اجر عظيم مضاعف.
وينبغي لنا أن نغتنم هذا الشهر في التقارب و التحابب والتآخي بين المسلمين والتكافل بينهم فنحن امة يكمل بعضها بعضا ينبغي للغني أن يسهم من ماله وان يتقدم ويتطوع من ماله لإدخال السرور على بيوت الفقراء والمساكين وهذا بحد ذاته يرد أو يجيب أو يكون مرده ايجابيا أيضا على الغني بحيث أن الغني يحظى بحب هذا الفقر ودعاءه له بالبركة وبذلك يكون هذا التكافل وهذا التعاون وهذا التحاب بين المسلمين واقل القليل أن يدعو المسلم لأخيه المسلم في ظهر الغيب وان للصائم دعوة لا ترد فكم من مسلم يحتاج إلى دعوتك وكم من أسير مظلومين يحتاج إلى دعوتك وكم من مظلوم يحتاج إلى دعوتك وكم من مشرد يحتاج إلى دعوتك وكم من فقير ومحتاج وكم من مريض يحتاج إلى دعوتك وأنت بنفسك بحاجة غالى أن تتضرع إلى الله سبحانه وتعالى فاغتنم اللحظات التي تسبق الإفطار دائما بالادعاء.
أبواب الخير المفتحة والمشرعة المسلمين لا تتوقف على ذلك فأعمار المساجد وكثرة الخطى إلى المساجد والاعتكاف في المساجد وانتظار الصلاة إلى الصلاة في المسجد وحث الأبناء والبنات على قراءة القرآن وعلى أداء الصلوات في المسجد كلها من أبواب الخير التي يغتنم منها المسلم أجرا كثيرا ولذلك فأنني أحث على حسن الصحبة مع الأهل حسن الرفقة مع الأم والأب وهما خير صاحبين وخير رفيقين في الحياة ثم الزوجة وثم الأبناء أن نؤدي حقنا تجاههم وندخل السعادة والسرور عليهم ومن باب أولى أيضا أن ندخل السرور على كل مسلم فان إدخال السرور على كل مسلم قربة إلى الله تعالى من أحب القربات إليه سبحانه وتعالى.
ولا ننسى إننا في هذا الشهر جزء من امة مترامية الأطراف كلها صائم وقائم وعابد لله سبحانه وتعالى من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب . ولهذه الأمة علينا حقوق ونحن جزء من الشعب الفلسطيني مهضوم الحق والمظلوم والمشرد والمشتت في هذه الديار لا ننسى حقوقنا تجاه هذه الأمة أن ندعو لها بالخير وان نتأسى لأساها وان نفرح لفرحها وان نتضامن ونتكافل فيما بيننا وبعضنا البعض جرائم الاحتلال المنصبة على شعبنا من هدم للمنازل ومصادرة للأرض واقتلاع للقرى انتهاك لحرمات المقابر وتشريد وتضيع للعرب والمسلمين في كل الأنحاء بحاجة إلى وقفة جادة ودعاء متواصل ووقفة مع الذات نكون فيها متضامنين مع بعضنا نتآخى نتعاون نتناصر حتى ينظر الله تعالى إلينا بعين الرحمة نسأل الله عز وجل ان يفتح عليكم جميعا في هذا الشهر المبارك وان يتقبلنا وإياكم لصالح أعمالنا وان يرفع درجاتنا وان يتقبلنا عنده من الصالحين أنه نعم المولى ونعم النصير