في الذكرى ال 17 لإغتياله

في الذكرى ال 17 لإغتياله
الأربعاء, 21 سبتمبر 2011
عدد القراءات: 10 "كوي-كوي" يروي للنصر اللحظات الأخيرة للشاب حسني

أكد المدعو "كوي-كوي " رفيق الراحل حسني طيلة سنواته الفنية ،أن آخر ألبوم للمرحوم كان سيصدر قبل إغتياله حيث كانت دار الإنتاج التي لا زال المنتوج بحوزتها لحد اليوم تتحين الفرصة المناسبة لإصداره و لكن القدر حال دون ذلك و نفى أن يكون لحسني أي ألبوم أو إنتاج آخر مخبأ.

قال "كوي- كوي" أن دار الإنتاج التي لديها آخر ألبوم لحسني ترفض إصداره اليوم بمناسبة مرور 17 سنة على اغتياله ،لسبب بسيط و هو قدم المنتوج الكامل حيث لا يمكن إدخال تعديلات عليه لأن المرحوم أنهاه بموسيقاه و كلماته و كل ما يحيط به مما يجعل إصداره اليوم لا يتناسب مع الوضع الحالي الذي فيه موسيقى بتكنولوجيات حديثة ،و بالتالي يكون التخوف من عدم إستقبال الجمهور له ،و "المهم اليوم المحافظة على صورة حسني "كما قال.
وأشار إلى أن جمهور حسني بدأ في التراجع لأن الأجيال التي عايشته و تذوقت أغانيه تقترب اليوم من الأربعينيات ،و رغم وجود محبيه من شباب و مراهقين ،إلا أن الموسيقى الحالية و الكلمات الرديئة تغطي على الأغاني العاطفية المحترمة .
و في رده على سؤال النصر حول شروط حسني أثناء تسجيل أغانيه في الأستوديو ،قال "كوي-كوي" أن المرحوم عندما سجل أولى أغانيه سنة 1986 كانت ديو مع الزهوانية " براكة" إشترط حينها أن ترافقه فرقته الموسيقية التي تعود عليها في الملاهي و هي فرقة "الجوهرة" و لكن بعد النجاح غير المتوقع الذي سجله الألبوم المنتج من طرف "أستوديو ريزونوس" الذي كان لمحمد ساكريبان ،لم يعد حسني يشترط سوى الكلمات،كان يقبل كل القصائد التي تقدم له و لكن يعيد قراءتها و يختار التي يحس بها فقط.
و بعد هذا النجاح أصدر أول ألبوم له من 4 أغاني بعنوان " لو كان ربي ".
كما كشف أن عدة أغاني هي إعادات لمطربين سبقوا حسني و لكن كان يحس بها بعمق فأعادها و تقريبا هي كل الأغاني التي لازال يرددها محبوه كونها أحدثت ضجة كبيرة عند صدورها و لم تكن معروفة بذلك الحجم عند مطربيها الأصليين .
و في سنة 1987 أصدر حسني ثاني ألبوم له بعنوان "ها نونو "مع أستوديو ماستير، ليكون ثالث منتوج للمرحوم مع أستوديو "فن اليوم" بعنوان " فات فيك غلطتي ".
و حسب محدثنا دائما فإن أول كاتب لكلمات حسني هو بن دودة خالد و لكن محمد نونة عمل معه كثيرا لأن كلماته كانت قريبة مما يعيشه حسني خاصة علاقته مع إبنه و زوجته و عائلته ،كما أن نونة هو من كتب كلمات الأغنية الشهيرة "عدياني دارو قيطون" التي صدرت قبل 3 سنوات عن اغتياله و كانت ردا على إشاعة أنه مات .و أضاف كوي كوي أن حسنى سجل مع أستوديو السعادة أغلب ألبوماته حوالي 50 منتوجا .
"حسني ولد فاميليا لم أدخل بيته إلا بعد عام من تعارفنا"
و واصل رفيقه الحديث معنا و لكن هذه المرة حول الحياة الإنسانية لحسني، حيث ذكر لنا مثالا عن علاقتهما التي بدأت مع أول تسجيل للمرحوم و استمرت حتى آخر لحظات عمره.
وقال أنه لم يتمكن من دخول بيت حسني إلا بعد سنة من تعارفهما رغم أنه كان يتردد عليه يوميا من أجل العمل "ذات يوم قال لي اليوم يمكن أن تدخل بيتي لأنك محترم " حيث أن عائلة الفقيد متواضعة و محترمة.
و مع هذا فقد كان له أصحاب و أحباب كثيرين لم يتحاشى أحد منهم إلا عندما تعرض لإعتداء من طرف مجهولين على هامش إحدى حفلاته سنوات قبل إغتياله ،و منذ ذلك الحين أصبح يحذر من كل من يقترب منه من الأغراب حتى الصحفيين حيث أن تصريحاته للإعلام الوطني قليلة .و لكن طيبة قلبه و تواضعه لم يختفيا من شخصيته بعد الشهرة حيث ظل متواضعا حتى آخر أيامه .
"من طبيب الأسنان إلى القبر"
بألم شديد روى لنا كوي كوي ما جرى يوم الخميس 29 سبتمبر 1994 ."كنت في الأستوديو عندما توقفت سيارة المرحوم من نوع 405 بيجو ،دخل علي مستفسرا كعادته إن كان قد سأل عنه أحد ،ثم وقف أمام المرآة ليضبط شكله كان يحب دائما أن يظهر في شكل لائق ،قال لي أنه كان عند طبيب الأسنان لينظف أسنانه و ليس ليركب طقما كما ذكرت بعض الصحف ،كان وقتها مغني من سيدي بلعباس في غرفة التسجيل فرفض الدخول لعدم إزعاجه ثم ضرب لي موعدا في المساء لنلتقي و خرج "تخنقه الدموع و يواصل " بعد زمن قصير مر قرب الأستوديو مطربان قالا لي حسني ذبحوه،كانا يعتقدان أنه ذبح ،هرولت لبيت المرحوم فلاحظت الدم في الطريق وقتها عرفت أنه اغتيل برصاصة في العنق وجهها له الإرهابي الذي حاول لف ذراعه حول عنق حسني و بعد رفضه أطلق الرصاصة ".
"منذ ذلك الوقت و صورته و هو يودعني قبيل فترة قصيرة من موته لم تفارقني و كنت دائما أرفض الحديث عنها لأنها تؤلمني كثيرا ".
واعترف رفيق حسني أننا الجريدة الوحيدة التي تحدث معها منذ حادثة الإغتيال لأنه يعرفها و يحترمها